لماذا تتوهج العقارب في الظلام ؟
غالبًا ما نتعرف على العقارب في الظلام الدامس بسبب توهجها بلون مشع ملفت، وذيلها معقوف على شكل فاصلة في إشارة لاستعداده الدائم للسلع بأي لحظة.
باعتبارها كائنات مفصلية ليلية، فهي تبحث عن فريستها دائمًا في الليل وتلجأ إلى الأماكن المظلمة أثناء النهار. لكن توهج العقارب قد يكون أمر جديد بالنسبة لك!
العقارب المتوهجة! ما سبب هذه الظاهرة؟
تم الإبلاغ عن أول عقارب متوهجة في الظلام عام 1954؛ حيث تظهر بلون مشع عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية. منذ ذلك الحين، لاحظ العلماء عدة أنواع منها بهذه الميزة، على الرغم من عدم توهج كل العقارب بنفس الكثافة.
مع وجود ما يقرب من 100000 نوع معروف من هذه الكائنات الحية، تسبب الاختلافات في قشرتها الخارجية تباينًا في توهجها، أضعف في البعض وأكثر وضوحًا في البعض الآخر.
العلاقة بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتوهج الضوئي
هل سمعت من قبل عن اليراعات المتوهجة؟ هذه الحشرات الصغيرة لها أعضاء متخصصة في بطونها حيث تمتزج بعض الإنزيمات “في المقام الأول لوسيفيراز” والمواد الكيميائية مثل لوسيفيرين لإنتاج الضوء.
نظرًا لأن هذا التفاعل الحيوي يحدث داخل أجسامهم، فيسمى بالتلألؤ البيولوجي. مع ذلك، لا يتشكل التوهج لدى العقرب بهذه الطريقة.
بدلًا من التلألؤ البيولوجي، يقوم العقرب عبر بشرته بعملية تسمى التلألؤ الضوئي، وهي عملية يؤدي فيها امتصاص طول موجي معين للضوء إلى إثارة جزيئاته العضوية، والتي بدورها، في عملية العودة إلى حالتها الأساسية، تطلق الطاقة المسؤولة عن إنتاج الضوء.
بفعل مركبات في الطبقة الخارجية من البشرة أو الهيكل الخارجي لدى العقرب، تمتص الأطوال الموجية للضوء التي تقع في نطاق الأشعة فوق البنفسجية من 100-400 نانومتر، ثم تحدث إعادة انبعاث لهذا الضوء في النطاق المرئي “400 – 800 نانومتر” – وهو الضوء الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة.
ما الغاية من توهج العقارب في الظلام ؟
يمكن أن تساعد المركبات المتوهجة مثل استرات الفثالات في حماية هذه المخلوقات. يمكن أن يؤدي التوهج الأخضر السماوي الجميل الذي ينتجهون إلى إبعاد الحيوانات المفترسة عنهم. تم الافتراض أيضًا أن التوهج يمكن أن يجذب الفريسة بسهولة أكبر، على الرغم من أنه وجد أن الحشرات تميل إلى الابتعاد عن العقارب المتوهجة.
علاوة على ذلك، فإن التوهج يعني التعرض لنوع من الضوء، وكما ذكرنا، فإن العقارب تميل إلى تجنب الأشعة فوق البنفسجية المتركزة في أشعة الشمس.
ومع ذلك، فإن هذه الحساسية للأشعة فوق البنفسجية قد تساعد العقارب في البحث عن مأوى بشكل أكثر فعالية. الباحثون الذين أثبتوا هذه النقطة وضعوا نظارات واقية صغيرة على العقارب لحجب بصرهم، لذلك يمكن تقييد حركتهم بشكل صارم. بناءً على النتائج، افترض الباحثون أن العقارب قد تكون قادرة على اكتشاف ضوء الأشعة فوق البنفسجية من خلال تألق أجسامهم، مما قد يساعدهم في تحديد موقع المأوى عن طريق الابتعاد عن الضوء.
أخيرًا، إن كنت ترغب بتجنب العقـارب أو البحث عنها، فسيكون مصباح يدوي يعمل بالأشعة فوق البنفسجية فعالًا لهذا الغرض، خاصةً أثناء التخييم الليلي.